وضح مدير عام دائرة الطب العدلي التابعة لوزارة الصحة زيد علي ، تفاصيل الإجراءات التي اتبعتها فرق الطب العدلي في التعامل مع حادث حريق هايبر ماركت الكورنيش في الكوت، والذي أسفر عن عدد من الضحايا، بينهم مجهولو الهوية.
وقال علي، أنه “بعد ورود معلومات بوجود حريق في الكوت وعدد كبير من الضحايا غير متعرف عليها، تم توجيه فرق فنية مختصة للتعامل مع الأزمات والكوارث، مدربة ولديها خبرة كبيرة، الى مكان الحريق صباح يوم الخميس، حيث استحدثنا تقنيات حديثة نتيجة الخبرة التي اكتسبناها، بهدف دقة النتائج وسرعة الإنجاز.”
وأضاف، أن "43 حالة تم تسليمها إلى ذويها بناءً على التعرف العيني، مع التوثيق الفوتوغرافي لكل حالة من الحالات التي تم تسليمها في ساعات الصباح الأولى"، لافتا الى ان " المتبقي كان 17 حالة غير واضحة المعالم بحروق من الدرجة الثانية والثالثة، ومن الاستحالة التعرف عليها عيانياً إلا بإجراء الطريقة الوحيدة للتعرف، وهي إجراء البصمة الوراثية.”
وتابع، انه “تم أخذ هذه الحالات باستثناء حالة واحدة لعاملة أوغندية الجنسية، لأنها كانت معرّفة وواضحة المعالم ولا تحتاج إلى فحص DNA. إضافة إلى أن هناك أشلاء بشرية متعددة وقطع من أجسام قد تكون ذراع أو قدم، تم أخذها أيضاً لفحص الـ DNA.”".
وبيّن علي أن "الفرق الفنية أنشأت قاعدة بيانات لذوي الضحايا، وتم أخذ عينات دم منهم"، مشيراً إلى أن "الهدف هو أن كل DNA يتم استحصاله من الجثث غير معلومة الهوية، إضافة إلى الأشلاء، يتم مطابقته مع قاعدة البيانات التي تخص الأهالي".
وأوضح: “باشرنا العمل في المختبرات بالكوادر الفنية الأخرى منذ صباح يوم الجمعة وحتى المساء، وأكملنا العمل صباح يوم السبت"، مبينا ان "ظهيرة يوم السبت ظهرت النتائج والمطابقة لـ 15 عائلة كمرحلة أولى".
وتابع، "بعدها تمت المخاطبات الرسمية مع محكمة تحقيق الكوت لغرض تصحيح الاسم من مجهول الهوية إلى معلوم حتى يتم تخريج شهادة وفاة لكل حالة لأغراض توثيقية ولضمان حقوق ذوي المتوفين.”
وأشار إلى أن “خلال يوم ونصف اليوم تم انجاز العمل، وهذا يُعتبر إنجازًا كبيرًا جداً وغير مسبوق في العراق"، مؤكدا انه "تم تسليم الـ 15 حالة بسلاسة.”
وحول المرحلة الثانية، أوضح مدير الطب العدلي: “كانت هناك حالات تحتاج فحوصات أكثر تعقيداً، وهي أيضاً الـ DNA، والتي هي عبارة عن أشلاء بشرية، فهذا الموضوع يأخذ فترة أطول وإلى تكرار المحاولات لاستحصال الـ DNA بسبب الحرارة العالية جداً التي تؤثر على المادة الوراثية الموجودة بالأنسجة الرخوة.”
وختم قائلاً: “من المتوقع نهاية هذا الأسبوع ظهور النتائج النهائية للمرحلة الثانية، ونختم بذلك ملف ضحايا الكوت.